أدم الصلاة على النبي محمد فقبولها حتما بغير تردد
أعمالنا بين القبول وردها إلا الصلاة على النبي محمد
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
المؤمن الذي خلى بربه كما قال الحسن البصري حينما سئل: ما بال أهل الليل على وجوههم نور؟
قال: لأنهم خلوا بربهم فألبسهم من نوره المؤمن الذي في عز المحنة وشدتها وهولها يبقى ساكناً مطمئناً بوعد الله عز وجل وبنصر الله سبحانه وتعالى كما كان من الرسل والأنبيـــاء
(ما ضنك باثنين الله ثالثهما)
(قال كلا إن معي ربي سيهدين)
(قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم)
ما أعظم هذه الطمأنينة المنسكبة في القلب والتي تجعل الإنسان مستقراً مطمئناً
فليتك تحلـــو والحيــــاة مريرة :: وليتك ترضى والأنام غضابُ
فإذا صح منك الود فالكل هيناً :: وكل الذي فوق التراب ترابُ
هكذا عندما تتعلق بالله عز وجل تكون أشواقك وأفراحك وكل ما يمر بك إنما ينزل هذا المنزل العظيم فما الذي يفرحك في هذه الدنيا؟
إنه الفرح بفضل الله بطاعة الله سبحانه وتعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
عندما يفرح الناس بالعلاوات وزيادة الأموال عندما يفرحون بالدور والقصور يفرح المؤمن بسجدةٍ خاشعة في ليلة ساكنة في وقت سحر يناجي فيها ربه ويسكب دمعه ويتذلل بين يدي خالقه سبحانه وتعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون).
دعا أنس بن النضر أن يلغي ذلك التفكير المادي المنطقي في يوم أحد وإذا به يقول: "واهاً لريح الجنة، والله إني لأجد ريحها دون أحد".
ثم ينطلق مشتاقاً راغباً محباً متولعاً عاشقاً للقاء الله راغباً في طاعة الله سبحانه وتعالى ويلقي بنفسه يعانق الموت قبل أن يأتيه وإذا به يمضي شهيداً إلى الله وذاك عمير بن الحمام في موقعة وغزوة بدر يأكل تمرات فحينما يسمع نداء النبي صلى الله عليه وسلم – يقول: (لا يقاتلهم اليوم رجل مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة). فيرمي بالتمرات قائلاً : ما أطولها من حياة حتى أبلغ هذه الأمنية العظيمة.